اللاانسانية...التجرد من البشرية...خلع رداء الآدمية... ماهي الا عبارات تلتقي عند منعطف واحد...منعطفٌ تنفض فيه كل الصفات التي ترتقي بك الى مرتبة انسان... عبارات ذات معنى واحد...لكن هل هي ذات شق واحد؟؟... للأسف لا... يمكنك أن تقتلع كل ذرة رحمة وشفقة من قلبك...يمكنك أن ترفع صوت غرورك وجبروتك ليطغى على صوت ضميرك او يمكنك حتى ان تقتله وتودعه مقبرة النسيان... وبهذا تنزل الى الدرك الأسفل من الوحشية والهمجية... وتنحدر من مرتبة انسان الى خليفة الشيطان... بالمقابل هناك بعد آخر... والذي أراه انا الأسوء...الأصعب...الأقسى... عندما تؤمن انك مجرد رقم...عندما تنسى ان لديك اسم...عندما تقتنع انك ولدت لتعامل كحيوان...عندما ترى نفسك غير جدير بصفة انسان... كل هذا واكثر يحدث في معتقلات الاسد...تعذيب وتنكيل وتقتيل...يعجز العاقل عن التصديق ان كل هذا نتاج نفس بشرية مريضة باعت روحها للشيطان...طريقة تعامل لا ترتقي حتى لمستوى حيوان... ان تعذب من طرف جلادك لأنك حققت مالم يستطع هو القيام به...او لخوفه هو من الاكبر منه... يأتي يوم وربما تخرج فيه من المعتقل...لكن في تلك اللحظة لن يكون المعتقل قد خرج بعد منك...سيتلبسك من رأسك الى اخمص قدميك...في طريقة نومك التي تعودتها...في كوابيسك التي ستراها...في كل حركة ستسمعها... ستتنفس نسيم الحرية وسيخنقك...لتصبح بذلك اسير هاته الحرية... ستخرج من المعتقل بعد ان اصبحت مجرد انقاض...لم تعد سوى بقايا انسان... أيهما أسوء الهولوكست ام بيت خالتي؟؟ إجابة هذا السؤال ستقررها انت بعد ان تغوص في صفحات رواية بيت خالتي للمبدع أحمد خيري العمري...شهادات حقيقية لمعتقلين عايشوا الويلات وذاقوا الأمريْن خرجوا من معتقلات الأسد...قرروا ان يتابعوا سير حياتهم ويتخطوا تلك المرحلة التي لا أجد لها وصفا...لكن ليس بالنسيان...بل بإخبار العالم ان في مكان ما في سوريا يوجد جحيم اقامه شيطان من الانس يدعى حافظ الاسد وخلفه من بعده ابن الشيطان بشار الاسد... اسد هو حقا لكن مع فارق بسيط... الاسد الحيوان...يسلب الروح من فريسته بهدف الحياة...غريزة جُبِل عليها... اما الاسد الإنسان...يسلب الروح من ضحاياه بهدف المتعة واللذة...تعطشا للدموع والدماء...غريزة شيدت على رفات ضمير مات...